مقالات الحسيني: رسالة شهيد (حقيقية)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و اَل محمد و عجل فرج أمام زماننا
م/ رسالة شهيد (حقيقية)
جلست و أنا مرهق من مرار و ألم مر به بلدي، و لكن قد يأل السائل من أنت؟
و أي بلد هذا الذي تتكلم عنه؟
أنا أجيب: أنه العراق بلد جريح، نزف الكثير من الدماء و ما زال ينزف
و لا علم لمخلوق عن موعد أنقطاع هذا النزيف، و لكن الخالق يعلم (جلت قدرته)،
و هنا أعود الى حيث بدأت: كنت قد حضرت في أحد الأيام (أيام حياتي) أحد أكبر
الفجائع (و هي جمع فاجعة)دارت في بلدي و في عاصمته الغالية (بغداد)،
و في مدينة الشعلة بالذات حيث كنت مع أحد الكوادر الصحية (المسعفين لذلك اليوم).
تعرفت بشاب أذهلني ذكائه و أعجبتني فطنته حيث قال لي و هو ينزف الدماء
من جبهته و يذرف الدمع من تحت جفنيه المغلقين بالتراب حتى يلتقي الدم و الدمع على وجنتيه.
و هذا هو الذي حدث: تبادلنا النظر أحدنا الى الأخر و ما هي ألا ثواني حتى نطق
بعبارته الأولى و قال لي ما أسمك؟ فقلت له: حسام فتبسم و قال حسام؟ فقلت له:
نع و ما المضحك في ذلك؟ قال: يعني السيف؟ قلت: نعم فقال حينها: نحن نحمل نفس الأسم
و نفس الفكرة، فقلت له ؟ و كيف ذلك؟ قال: أنا أجاهد من أجلك و من أجل الأبرياء
و أنت تجاهد لأنقاذي و أنقاذ الأبرياء، و أسمي هو حسام أيضاً و يعني السيف أيضاً،
و قد قارعت سيوف الضلال و جيش الأحتلال و لكنني سوف أموت، فقلت له: كلنا سوف نموت
فقال لي أنا و أنت في الموقف واحد أي أنت تجاهد كما أنا اجاهد.
فقلت له: و كيف ذلك؟ أنا فعلت و أديت واجبي و أنتهى هذا الواجب، أما أنت فقد بدأ واجبك الأن
حيث أراك تجاهد لكي تنقذني، و لكن أعلم أني ذاهب الى غير رجعة فلا تهمل وقتك معي
لأن الوقت ثمين لذلك أذهب الى من هو أقل مني جروحاً و أكثر مني ألماً أما أنا فقد بلغ
السيل الزبى، و أذا بي أرى عينان تتلألأن تذرفن الدمع و فم ينطق بكلمات أخيرة (حسام يكلم حسام)
قال لي: عندما تدخل الى المستشفى أمرأة صارخة لاطمة الخدين معفرة الجبين أعلم أنها امي، فقل لها
بضع كلمات عني: أمي العزيزة أبتهلي الى الله و أحمديه و أشكريه على هذه النعمة الفضيلة
(نعمة الشهادة)، و هللي بدل الصراخ و أنثري الزهور بدلاً عن لبس السواد و نثر الرماد،
و أعلمي يا أمي أني مجروح (قبل الأستشهاد بلحظات) لأني أدافع عن مجروح (العراق الحبيب)
و لا ينفك الجرح يلتئم حتى تكون هناك جروح أخرى بدلاً عن الجرح الواحد.
(و أنا أقول لك يا قرة عيني كيف أعرف من هي والدتك و أنا أرى العشرات بل المئات من الأمهات تلطم الخدود
في اَن واحد لذلك أرجوا أن تسامحني أن لم أوفي بوعدي) و قال: حسام أمي أم الشهيد
أم لكم يا شباب الغد فكونوا أولاد لها فعند فقدها ولدها الوحيد، أتمن أن تكسب الجميع بعدي أولاداً لها.
و ما هي ألا لحظات حتى أرى الدمع يفيض مع روح الشاب الطاهرة، و بنظرة خاطفة و دمعة مخفية و تفكير داخلي
عندنا نحن في الكوادر المنقذة لجرحى ذلك اليوم، و أذا بي أفيق من هذا السبات
أنه الشاب حسام عبد الذي فقد من دمه ما يعادل العالم فكراً و نضزجاً، فألى متى هذا الدمار، و ألى متى نفقد الشباب
التي كنا نتأمل أن تبني العراق، و لكننا وثقنا عهداً بالدم (نحن شباب اليوم و شيبة الغد)
بالوفاء لهذا البلد الجريح و كما كان الشباب حسام و علي و أحمد و كرار و مصطفى
و بقية شباب مدينة الشعلة الذين أستشهدوا في يوم (27/3)2008م) ، كارثة الرحمانية و الجوادين، و نقول للمجروح:
يا عراق ما دامت أجسادنا فوق التراب خذ حتى ترضى

[/size]

السلام عليكم ورحمة الله

اشكرك اخي قصة مؤلمة ومفجعة

( انا لله وانا اليه راجعون )أسكن الله كل شهداء العراقيين

جنات الفردوس وحفظ الباقين آمين رب العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد و أل محمد
الأخت الموقرة : محبة الحوراءع
السلام عليكم و رحمة البارئ و بركات الرحمن
أختي الفاضلة: أعزك الله
أشكرك الشكر الجزيل على مرورك الكريم
وفقك الله لتقديم المزيد
أخوك
سيد حسام الصراف الحسيني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

» مقالات الحسيني:زمن النسيان
» مقالات الحسيني: الحاكم هو السبب/ج2
» مقالات الحسيني: أسمي و أفتخر
» مقالات الحسيني:سوية للنهوض
» مقالات الحسيني: الحاكم هو السبب/ج1