السلام على أمير المؤمنين
سيد الوصيين و أول أئمة المسلمين و خلفاء الله في العالمين بعد سيد المرسلين محمد صلىاللهعليه وآله.
عظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (أنا مدينة العلم وعلي بابها , فمن أراد العلم فليأت الباب))
علم الإمام علي (عليه السلام)
فإن نظرنا إلى علمه وجدناه العالم الرباني الذي يقول على ملأ من الناس (سلوني قبل أن تفقدوني) و من
ذا الذي يجرؤ من الناس أن يقول هذا الكلام فوق المنبر على حشد من ألوف الخلق و ما يؤمنه أن يسأله سائل
عن مسألة لا يكون عنده جوابها فيخجله فيها.لا يجرؤ على هذا القول إلا من يكون واثقا من نفسه بأن عنده
جواب كل ما يسأل عنه.و هل تنحصر المسألة في علم من العلوم أو ناحية من النواحي حتى يجرؤ أحد على هذا
القول لا يكون مؤيدا بتأييد إلهي و واثقا من نفسه كل الوثوق بأنه لا يغيب عنه جواب مسألة مهما دقت و أشكلت
أن هذا لمقام يقصر العقل عن الإحاطة به
و يسأل و هو على المنبر عن مسافة ما بين المشرق والمغرب فيجيب
بأنه مسيرة يوم للشمس.و هو جواب إقناعي أحسن ما يجاب به في مثل المقام.و يسأل عما بين الحق و الباطل
فيقول مسافة أربع أصابع.الحق أن تقول رأيت بعيني و الباطل أن تقول سمعت بأذني.
و يسأل عن رجلين مع
أحدهما خمسة أرغفة و مع الآخر ثلاثة فجلس معهما ثالث و أكلوا الأرغفة الثمانية و طرح إليهما الثالث ثمانية
دراهم فيحكم بأن لصاحب الثلاثة درهماً واحداً ولصاحب الخمسة سبعة دراهم لأن الأرغفة الثمانية أربعة و
عشرون ثلثا لصاحب الثلاثة منها تسعة أثلاث أكل منها ثمانية و أكل الضيف واحدا و لصاحب الخمسة منها
خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية و أكل الضيف سبعة
.
فهذه المسألة لو أجاب عنها أمهر رجل في الحساب بعد طول الفكرة و الروية و أصاب فيها لكان له الفخر.و
يؤتى عمر بامرأة ولدت لستة أشهر فيهم برجمها فيقول له علي إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك أن الله تعالى
يقول (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ويقول «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين» فإذا كانت مدة
الرضاع حولين كاملين و الحمل و الفصال ثلاثون شهرا كانت مدة الحمل فيها ستة أشهر فثبت الحكم بذلك و
عمل به الصحابة و التابعون و من أخذ عنهم إلى يومنا هذا
.و يؤتى عمر بمجنونة زنت فيأمر بجلدها فيقول له
أن النبي قد رفع القلم عن المجنون حتى يفيق فيقول فرج الله عنك لقد كدت أهلك في جلدها
.و يؤتى عمر بحامل
قد زنت فيأمر برجمها فيقول له هب أن لك سبيلا عليها أي سبيل لك على ما في بطنها.احتط عليها تلد فإذا
ولدت و وجدت لولدها من يكفله فأقم عليها الحد فيقول عمر لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبو الحسن
.و يجيء
أبو الأسود الدؤلي فيخبره بأنه سمع من يلحن في القرآن فيضع له أصول علم النحو في كلمات معروفة و يقول
له أنح هذا النحو فيزيد عليها أبو الأسود و تضبط لغة العرب بعلم النحو إلى اليوم .
فالسلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين
يا إمام المتقين ويا خزّان علم الله