إيلاف
--------------------------------------------------------------------------------
علي رياح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في ظل ضبابية المشهد الكروي في العراق ، وتحت الرشقات المستمرة بين الأطراف المتناحرة على "الكرسي" ، لابد أن يكون منتخبنا الوطني ضحية تتصدر لائحة طويلة من خسائرنا الكروية ..
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم لائحة التصنيف الجديدة للمنتخبات في العالم بأسره ، فقدمت لنا اللائحة خبرا "سعيدا" ووضعت أمامنا ، مرة أخرى، صورة الواقع المزري الذي يعيشه منتخبنا بعد فوزه بكأس آسيا صيف عام 2007 .. الخبر "السعيد" أن العراق تقدم مرتبتين في اللائحة بالمقارنة مع موقعه في شهر تموز ، فأصبح في المركز الثامن والتسعين بعد أن كان ترتيبه المائة .. خبر مبهج بالفعل!
هكذا ينال منتخبنا تقدما مجانيا و"من دون وجع قلب" ، برغم أنه لم يتحرك من موضعه خلال الشهر الماضي ، فلم يخض أية مباراة دولية رسمية ، بما يعني أنه تقدم قائم على تراجع المنتخبات الأخرى .. أي أننا نستفيد من كوارث منتخبات أخرى لتدفعنا الوقائع من حولنا إلى الأمام .. إلى المركز الثامن والتسعين!!
إن كان هذا خبرا يثلج الصدور في أروقة اتحاد كرة القدم العراق ، فانه وعلى المستوى الجماهيري والإعلامي سيثير سخطا أخر غير السخط على الإخفاقات الأخرى ، لأنه يُظهر كم تأخرنا عن الركب العالمي ، وكم تعثرت خطواتنا في السنتين الأخيرتين بعد أن تحول فوزنا الآسيوي ـ للأسف الشديد ـ إلى "نحس" لا فكاك منه .. فكيف لنا أن نبرر تدحرج حامل لقب القارة الآسيوية إلى مكان هابط ومتدن يجد فيه نفسه بين منتخبات مغمورة أو كسيرة ..
كنا حين يأتي المنتخب العراقي في الترتيب الخامس عربيا بعد المغرب وتونس ومصر والسعودية ، نقول إن هذا ليس استحقاقه أبدا ، ولا هو المكان الذي يليق به ، فكيف الحال الآن ومنتخبنا يتراجع إلى المركز الثاني عشر عربيا وتسبقه منتخبات مصر والجزائر وتونس والمغرب والبحرين والسعودية وعمان وليبيا وقطر وسوريا والسودان؟!
ترتيبنا العربي يعطينا التفاصيل ، ويطرح المزيد من الأسئلة عن واقعنا الكروي المتردي بأكثر مما يعطينا الأجوبة .. فنحن نتحدث عن المنتخب العراقي الذي كان في شهر تشرين الأول 2004 في المركز التاسع والثلاثين عالميا ، وهو أفضل انجاز حققناه على لائحة التصنيف الشهرية ..
وما قد لا يعلمه وسطنا الكروي ، أن المركز الثامن والتسعين هو أسوأ مركز يتراجع إليه المنتخب العراقي منذ عام 1996 .. ولكم أن تتخيلوا حجم المأزق الذي يحيط بسجل منتخبنا الكروي زعيم آسيا .. وهذه ليست مجرد انطباعات نرسمها من وحي الخيال على الورق ، إنما هي حقائق موجودة على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وفي إمكان أي مسؤول في اتحادنا الكروي أن يطلع عليها بكبسة زر على تفاصيل اللائحة الشهرية!
تراجع مرير ، وحصاد يؤلم النفس .. والعيب في نظامنا الكروي ككل .. العيب في قصور نظرتنا إلى الثوابت والأساسيات .. العيب في تراجع الأولويات وتهميشها .. ولعل في إبدالنا مدرب منتخبنا الكروي تسع مرات خلال ست سنوات ما يميط اللثام عن جرحنا الكروي ، وهذه قصة سأعود إليها لاحقا بإذن الله